01 - شروط النهضة والانقلاب العالمي اليوم
ــــــــــــــــــــــــــــــ
لمن يريد الخروج من التصنم والقابلية للاستعمار ورفض المستقبل المشرق الذي انبلج صبحه أحاول تقديم كتاب شروط النهضة السابق لزمانه .. إنه يتحدث عما نعجز عن تصوره اليوم
02 - أثر الفكرة الدينية في الدورة الحضارية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أثر الفكرة الدينية في الدورة الحضارية ذلك الدور الأساسي مما يعني أن الانحطاط الحضاري شهادة على الانحراف الديني بالخروج من الطور الأول عندما كانت الفكرة الدينية لحوالي 50 عاما ذات دافع روحي قادر على صناعة التاريخ وتشييد الحضارة كما لا يحدث أبدا في أي ظروف آخر حتى إذا ما حدث انقلاب صفين ضعف الدافع الروحي لكن الفكرة الدينية ظلت دافعا لم تفقد قدرتها على مواصلة المسيرة التاريخية للحضارة المبدعة ولو بدفع أقل للفكرة الدينية حيث أصبح المحرك الأساسي هو العقل وليس الروح وشتان بين الأمرين إلا أن ذلك لم يمنع من تشييد حضارة عظيمة متدرجة إلى الانحطاط باستمرار إلى أن توقفت تماما بعد عهد الموحدين فنكون نحن الآن بلا فكرة دينية صانعة للتاريخ ومشيدة للحضارة بل العكس هو الذي يوجد حاليا بفساد التدين فأصبحت ممارساته خارج الدورة الحضارية وعكسها ونقيضا لها .. لعل الصدمة العالمية الراهنة ستعيدنا إلى رشدنا ونتفطن إلى ما كان لدينا وأضعناه لنعود إليه ونتبوأ مكانتنا التاريخية والحضارية الرفيعة؟
03 _ 05 - المبدأ الأخلاقي والذوق الجمالي
ـــــــــــــــــــــــــ
بالطبع العلوم الإنسانية تتقدم لكن النسبية فيها تبقى كبيرة غير أنها تعطي حقائق متفاوتة الدقة ومفيدة في التفكير والعمل ومما هو جدير بالمعرفة والعمل إدراك المبدأ الأخلاقي وتطبيقه وكذلك الذوق الجمالي فكلاهما مجتمعان يؤدي إلى تحديد اتجاه الحضارة التي يعبران عنها ومن هنا تجدر الإشارة إلى خشونة الانحطاط وفقدانه للمبدأ الأخلاقي السليم المتحكم في السلوك المصقول خاصة عندما يكون مستندا إلى الرسالة الثورية الفاعلة وأيضا افتقاره للذوق الجمالي المهذب للسلوك والمدرك والمنجذب نحو ما هو ظريف ولطيف مما يبعده عن الخشونة والجلافة والعنف كما نرى ذلك اليوم في سلوك فاسدي التدين والعياذ بالله
04 - شروط النهضة ص17
ــــــــــــــــ
كان مالك بن نبي قد استهل كتابه "شروط النهضة" بعد المقدمة بما أسماه "أنشودة رمزية" لم يكن وقتها بوتين قد رأى النور بعد لكنها موجهة لعظيم مثله تماما إنها ساعات ميلاد الحضارة يتغنى بها مالك بن نبي العبقري؟
05 -
كان يتغنى بنهضة رسالية ثورية شغلت حياته وملأت فكره وشحذت عقله فقام بما يمكن لبشر عبقري أن يقوم به وأنجز مشروعا غير مسبوق لا زال ينتظر التجسيد
06 -
تعجبنا البطولة وتطربنا وتريحنا كسلوك ممتاز رفيع المستوى لكنها وحدها لا تكفي لنشأة الحضارة واستمراراها وتطورها والتي تتطلب الوعي والفهم لحركة التاريخ ومشاكل الإنسان والتصور الناجع لحلولها وهو ما يفسر إلى حد بعيد تاريخنا المعاصر في الثورة وما بعدها
07 -
الحضارة اجتماعية وليست قبلية
ـــــــــــــــــــــــ
لا خلود للقبيلة مهما أوتيت من قوة ودوافع الشرف والبطولة بحثا عن الخلود المجيد للأشخاص لكن الزمان لا يسمح لها بالاستمرار ولا التسجيل في صفحات التاريخ الذهبية التي يستقر فيها الأبطال الذين يطلبون البقاء للمجتمع والأمة والشعب وليس لقبيلة وهذه التجمعات الكبرى إنما تلتئم حول رسالة ثورية مثل الدين أو الإيديولوجية والفكر والفلسفة التي تجعل محل اهتمامها التجمعات الكبرى التي تتجاوز حدود القبيلة الضيقة العاجزة عن توجيه التاريخ وتشييد الحضارة