قراءة في كتاب بين الرشاد والتيه لمالك بن نبي وتعليق عبد المالك حمروش (05)
01 - ليست المادة حافزا فعالا للإنتاج وللنشاط الوطني كله فالأساس هو الحافز الأخلاقي الذي يعمل وفقا لقناعات راسخة ذات دوافع قيمية تسعى إلى الخير العام للمجتمع والوطن والإنسانية وإلا شاب الفساد النشاط ودنسته الأغراض الذاتية المشبوهة والسلبية ولا يهمها الخير بقدر ما تسعى إلى الكسب من أي سبيل أتى مما يقود إلى كوارث على جميع الأصعدة والخسران المبين
02 -
العالم الثالث الغني الفقير
اغتنى الغرب على حساب العالم الثالث باستعماره ونهب خيراته سواء كان بالاحتلال أو بالسيطرة والنفوذ واستغلال مواطن الضعف والخوف والذل والهوان كما هي الحالة الخليجية
الراهنة ومثيلاتها حيث يموضع الاستعمار عملاء له في أماكن حساسة من الدولة المتخلفة الواهنة وينهب خيراتها المادية والمعنوية والبشرية عن طريقهم سواء كان ذلك في صورة مواد أولية رخيصة أو يد عاملة كذلك أو أموال ضخمة بالعملة الصعبة أو معادن نفيسة كما يفعل ترامب رئيس أمريكا الآن بصورة علنية ومساومات وتهديدات تشبه ممارسات قطاع الطرق مما يدل أيضا على جانب من الفقر الأخلاقي الخطير فيه وفي عملائه الخاضعين له والداعمين لمصالحه وأطماعه باستسلام مهين على حساب شعوبهم وأوطانهم وأمتهم؟!
03 -
اغتيال الثورة هو اغتيال للأخلاق
ـــــــــــــــــــــــــ
اغتيال الثورة كان اغتيالا للأخلاق حيث تمت مصادرة الحركة التاريخية الشعبية الأصيلة من أصحابها الحقيقيين وسلمت قيادتها أو أهمها لآخرين كانوا تاريخيا ضد التوجه الشعبي الأصيل مشبوهين أو داعين للاندماج الذي يرفضه الاستعمار ذاته أي استعماريين أكثر من الاستعمار .. مثل هذه المصادرة تمثل تجاوزا أخلاقيا خطيرا ومن هناك كان الانزلاق الكبير الذي لا زلنا ندفع ثمنه الباهظ وستظل الأجيال تدفع باستمرار ما لم يقم جيل رائد وفي للشهداء والأخلاق الفاضلة التي دفعتهم للتضحية الكبرى بتصحيح الوضع والعودة إلى طريق الصواب ولن يكون هذا على يد أي مخادع حتى لو ارتدى مسوح القداسة المزيفة؟!
4-
لا نجاح بدون منطلق أخلاقي
ــــــــــــــــــــــ
لا ثورة بدون أخلاق ولأن المثل الإسلامي المعاصر في الموضوع منعدما استعان مالك بن نبي في شرح ما يرمي إليه من فعالية الثورة في شتى المجالات ونجاحها على ما يجري في بلدان أخرى مدفوعة بإيديولوجيات أو فلسفات لكنها تستند إلى أخلاقها المستقاة من تلك المرجعيات أو تذهب إلى حد إبداع مواقف أخلاقية في سياقها السياسي والاقتصادي والعام والمهم هو أنه لا نجاح للثورة مهما كان منطلقها دون أن تتخذ لها قاعدة أخلاقية متينة
05-
الهدف هو التغيير الرسالي الثوري
ـــــــــــــــــــــــــــ
كان هدف مالك بن نبي الأساسي هو العمل الدؤوب للوصول إلى التغيير الرسالي الثوري وقد رأى ذلك ممكنا بالإصلاح في البداية ثم بينت له الأحداث أنه أخطأ التقدير فصار ينادي بالتغيير الثوري الرسالي وظل كذلك إلى أن اندلعت الثورة فكانت فرحته عظيمة إلا أن التطورات خيبت أمله الذي لم يفقده إلا ربما في أواخر أيامه بعد أن رأى مواقف وأحداث ليس معظمها في السياق الثوري الرسالي ومن ذلك كتب هذا الكلام الحائر "بين الرشاد والتيه"؟!
06 - حماس وحزب الله قهرا الكيان الصهيوني الذي هزم جيوش العربية 70 عاما مرددة بذل وانهزام مع حكوماتها "الجيش الصهيوني لا يقهر" .. ذلك لأنهما حماس وحزب الله ثورة حقيقية علما شعبهما الكرامة وهي سلاح لا يقهر
07 -
لا قول يعلو على مقولة مالك بن نبي العبقري: لقد تخلف المسلمون لأنهم تركوا الإسلام لا لأنهم تمسكوا به .. وهذا هو المؤشر الذي كان يسترشد به في فكره الحضارة عامة وخاصة في تتبعه لمسار الثورة الجزائرية وتقييمه ونقده لها .. وفي صميم ذلك "بين الرشاد والتيه"
08 - الواجبات قبل الحقوق ضرورة
ـــــــــــــــــــــــــــ
الواجبات قبل الحقوق هذا هو المنطق والنجاعة والشرع وكل مقتضيات الإيجابية والفلاح والسير الحثيث إلى الأمام بمشاركة الجميع ضرورة ما داموا مضطرين للقيام بواجباتهم قبل نيل حقوقهم المترتبة عن الواجبات وإلا فمن أين تأتي الحقوق؟ من عمل تلقى أجرا ومن تطوع تلقى مدحا وشكرا ولا شيء لمن لا يعمل ولا يتطوع ولا يبادر ولا يبني ولا يشيد ولا يسعى سعيا حثيثا لإسعاد شعبه وازدهار وطنه .. لهذه الأسباب وغيرها كثير كان مالك بن نبي يصرخ معارضا للديماغوجية الهدامة التي تقوم على إعطاء الحقوق قبل الواجبات وبدونها حتى أن بعضهم كانت مؤسساتهم خاسرة مفلسة لكنهم يتمتعون بالأرباح المزيفة المغشوشة الهدامة وقد ظل العظيم مالك يصرخ وينبه دون جدوى إلى أن فارق الحياة ولا زال يصرخ حتى اليوم وإلى الأبد منبها لأن المفكرين وخاصة العباقرة مثله كالشهداء لا يموتون بل هم أحياء عند ربهم يرزقون .. رحمة الله عليك يا مالك العملاق
09 - الأصول الرسالية للثورة الجزائرية المجيدة التي حرفوها وعوموها ومسخوها حتى لا تبلغ الأهداف التي كانت ترمي لها وحولوها من الرسالية الطموحة إلى التبعية المنبطحة والعياذ بالله ثم بوشوها بقصد الانتهاء منها تماما ولا أظنهم فالحون ..
10 -
تغيير ما بالنفس هو المبدأ الأساسي للثورة الرسالية الربانية عليه قامت أعظم ثورة أخلاقية اجتماعية مالية في التاريخ التي بتعثرها في صفين فقدت الإنسانية ولا زالت المال المتخلق البناء المفيد المثمر إلى أن انبعث حاليا للأسف ليس في أمة فقدته وهانت بذلك بل في المجموعة الشرقية الزاحفة إلى قيادة العالم بسرعة فائقة لأنها اعتمدت المال المتخلق ولو على أساس ديني وثني وفلسفي مادي أين هو من الثورة الرسالية العظيمة؟ لكن العبرة بمن يبادر فالأساس الأخلاقي للمال والحضارة ناجع حتى لو قام كما يحصل الآن على أساس ديني وثني بعيد عن ديننا الحنيف ولكنه نظيف ماليا وأيضا على فلسفة مادية أين هي من فلسفة الإسلام الأخلاقية القويمة؟ ولكنها ناحعة رغم مستواها الأدنى مما هو ممكن لو كان الإسلام هو الأساس؟ دون تغيير ما بالنفس لا شيء يمكن انتظاره سوى التدهور والتيه والذل والهوان