عبد المالك حمروش مدير عام
عدد المساهمات : 158 تاريخ التسجيل : 31/03/2013
| موضوع: ملخص القصل الأول من شروط انهضة .. الحاضروالتاريخ .. للأستاذ مصطفى أمين الجمعة ديسمبر 09, 2016 2:56 am | |
| ملخص القصل الأول من شروط النهضة .. الحاضروالتاريخ .. للأستاذ مصطفى أمين ملخّص الباب الأول (الحاضر والتاريخ) من كتاب : "شــروط الــنــهــضــة" لمالك بن نبي .. بقلم الأستاذ الفاضل: مصطفى أمين CHERINE CONSTANTINE·8 ديسمبر، 2016 "بسم الله الرحمن الرحيم" ملخّص الباب الأول من كتابنا اليوميّ : "شــروط الــنــهــضــة" لمالك بن نبي .. --------------------------------------------------------------------------- يبدأ مالك بن نبي بأنشودة رمزية , فلسفية شعرية , نشعر من ثناياها العميقة بانبعاث حياة إنسان من تحت رماد الألم والمعاناة .. أنشودة تحثُّ على الخروج إلى الحياة من جديد , على الإنسياح في الحقول الفسيحة للحرث والإنماء , والغرس والإرواء .. (ينشد) , وإشارات رقيقة دقيقة توحي للقارئ بأن (الحادي) هو نفسه هذا المفكر المنبعث من رحم الآلام والأحزان , و من أتون ليل مظلم وطويل .. يحدو قومه للدوس على الجراح , وتحدّي النفس ذاتها , ومقاومة كل إغراءات المبطلين المعوِّقين الذين ينصبون في طريق الساعين , ألوانا من الزخارف والملهيات , ليصرفوهم عن صوت الحادي الذي سبقهم في طريق السعي .. وبطريقة أدبية \ فلسفية يرجع بنا إلى الوراء عشرات السنين , ليحدثنا عن بطولات لرجال وفرسان صنعوا ملاحم مقدسة بأرواحهم وبدمائهم فداءً لعقيدتهم , ومصداقًا لعظمة نفوسهم , وجلال كبريائهم , وحُبًّا في المجد الذي لا يُهدى لقاعد , ولا يُكتب لذليل !! حدثنا عن الأمير عبد القادر وغيره ممَّن آثروا مقاومة الجيوش الغازية دون أمل في النصر , تحركهم بواعث النخوة والرجولة , وحمية الأهل والعشيرة والقبيلة , فذلك أقصى ما يسعه الجهد وتبلغه الوسيلة حينها .. كان الرجال يقاتلون بجانب هؤلاء الأبطال الشامخين , (ليس من أجل البقاء , ولكن في سبيل الخلود) !! لم تكن تلك الروح البطولية التي عشقت الفروسية والبارود , وورثت خصال النبل والكرامة , بكافية ولا مؤثرة , وقد كانت معزولةً , مقطوعة الصلة بباقي الرقعة الجغرافية التي كانت تشكل حينها القطر الجزائري .. ثم ما لبثت أصوات الإصلاح تنبعث من بعيد جدًّا ؛ من الشرق البعيد والقريب , تدعو الشعوب المسلمة للنهوض والنهضة , والإستيقاظ واليقظة .. ولقد كان نصيب الجزائريين كبيرا من تلك الدعوات , إلى جانب أفكار أخرى عجت بها الساحة , أعطت نوعا من الأمل في انبعاث وعيٍ جمعيٍّ , وحده من يستطيع توحيد لغة النضال والمقاومة , وحشد الطاقات ضد عدوٍّ جاثم على صدر الشعب والبلد والتاريخ لأكثر من قرن !! ولقد ظهرت للوجود عدة محاولات فردية للإصلاح , لعل أبرز روادها : عبد القادر المجاوي , وصالح مهنة , لم تستمر ولم يكتب لها النجاح , حتى برزت حركة الإصلاح الباديسية , التي إتّسعت رقعة تاثيرها لتعمّ أغلب جهات الوطن , وكانت نقطة انطلاقها الكبرى هي تأسيسها لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931 , على خلفية إحتفال فرنسا بمرور 100 عام كاملة على تواجدها في الجزائر , مما أعطاها نوعا من (اليقين) ببقائها الأبدي على هذه الأرض , فكان ردّ الجمعية بمثابة ميلاد جديد ل (أمة جزائرية) أوشكت على الإندثار !! لعل وتيرة الوعي الوطني اتّخذت من وقتها منحنًى تصاعديا , أو على الأقل أعطت بارقة أمل حقيقي لقيام شعب من تحت الركام والظلام , إلى أن جاء عام 1936 , حين التحق رواد الجمعية بمؤتمر في باريس , ضم جميع أطياف النضال السياسي حينها , تحت عين وأذن المستعمِر ذاته !! وكم كانت تلك الحادثة قاصمة لظهر النهضة , مخيِّبة لأمل الشعب في الوعي بذاته وتاريخه وهويته ومستقبله !! من هنا اتّضح أن انتكاسة حقيقية قد أصابت العقل في مقتل , وليس بالغريب بعد ذلك أن تزدهر الشعوذة , وتنتشر الدروشة التي طالما حاربتها جمعية العلماء في كل فج , وبدا أن السياسة التي خلت أمامها الساحة , و استلمت قيادة المشهد برمّته , قد اصبحت تمارس نوعا آخر من الدروشة والشعوذة , تشترك فيه مع الحواة والدراويش في تضليل العقول وخداع الأبصار !! إن قانون التغيير الإلهي الذي لا بديل عنه {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} , الذي يقوم على تغيير نفس الفرد من الداخل بضروب من التربية والتعليم والمجاهدة , قد وجد من يضع بديلا عنه , بديلا مزيَّفًا بل قاتلا ؛ ذاك الذي يدعو لتسليم الرقاب والمصائر لسدنة السياسة , وكُهان الزوايا , الذين يعدون الجماهير الجاهلة الغافلة بالجنّات دون جهد , وبالطيبات دون حدود , فتغطّ الجماهير في نومها من جديد , مسْلِمة القياد للأفاكين والأفاقين , ذاهبة عكس حركة التاريخ والحضارة والتحرر !! أعجبنيعرض مزيد من التفاعلات المصدر | |
|